علاج القلب الكسير بعد الفراق

لا أستطيع العيش دونه!”  “أحبها من كل قلبي!”  “لا أحد يشعر بألمي!”

 هل سبق لك أن قلت واحدة من هذه العبارات وشعرتها في أعمق أعماقك؟ أم سمعتها من غيرك؟

 هل شعرت يوماً وكأن قلبك قد طعن بسكين لم ترها، لكنك تعاني من آلام الطعنة؟

لا تخف فأنت لست وحدك !

لا تحزنوا  ولا تهلعوا ظناً منكم أن الألم الذي تمرون به الآن هو أعظم ما يمكن أن يكون في الوجود وأن لا أحد يشعر بكم على الإطلاق. تشعرون أن الوجود سيختفي وقد يبتلعكم أحد الثقوب السوداء للأبد. هل تشعرون أن العالم قد أطفأ أنواره لأن الحبيب قد رحل عنكم؟

اقتربوا مني جميعاً يا أصحاب القلوب الكسيرة، كي أحضنكم، فمن أجلكم أنا هنا ولأجلكم سأصنع من كلماتي بلسماً يشفي قلوبكم الجريحة.

في البداية علي أن أخبركم أننا جميعاً مدمنون على الحب، ولا نستطيع العيش دون أن نحب ونُحب. ومن يتصنع أنه لا يستطيع الحب، يعيش بقلبٍ مريض، يتسبب بالألم لكل من حوله. 

عندما نحب  شخصاً ما، ثم نفقده، ينتابنا في بعض الأحيان شعور وكأن قلوبنا قد توقفت عن الخفقان كليًة، نشعر بالتمزق، وبطعنة  في القلب.

هل شعرت يوماً أنك تمشي في الأرجاء بقلبٍ مطعون ينزف بلا توقف؟

لا تحزنوا ولا تكرهوا أنفسكم إن أحببتم شخصاً لم يعرف قيمة الحب الذي أهديتموه إياه، ولا تكرهوا الحياة إن انتزعت منكم من تحبون بغتةً.

   حين يتعرض أحدكم إلى هجر الحبيب أو خيانته، قد يظن بأنه فاشل وخاسر، لأنه أحب شخصاً أساء إليه أو لربما تعمد ذاك الشخص إيذائه وحتى تلذذ في تعذيبه. 

   قد تظنون أنكم الجناة باختياراتكم الخاطئة، ولكن ما لا تعلمون يا أحبائي هو أننا في الحقيقة لا نختار شيئاً. نعم، نحن لسنا مخيرين بنسبة 99% مما يحدث لنا، واعترافنا بتلك الحقيقة سيريح أكتافنا من حملٍ ثقيل نحمله باستمرار، ظناً منّا،  أن كل ما حدث لنا كان مسؤوليتنا وحدنا.

   الحقيقة هي، أن لا العقل ولا حتى القلب هو من يختار من نعاشره جنسياً، فشبح الماضي القديم هو من يفعل هذا بنا. 

ماضي الوالدين الذين عشنا بينهما أو دونهما. 

   نحن نختار شركاء حياتنا وفقاً للدراما التي اختبرناها في الطفولة المبكرة أو حتى في حياة سابقة لا نذكرها، لذا أخبرك أنك حتى اليوم لم تكن تختار لنفسك، بل الماضي هو من كان يختار لك. الماضي يكرر نفسه كما يفعل التاريخ في أحداثه المتشابهة.  

   لكن لماذا يعيد الماضي نفسه عبرنا؟ وما الغرض من كل هذه المعاناة؟ وهل من الممكن أن نحرر أنفسنا حقاً؟ والسؤال الأهم، هل نستطيع أن ننجو من تلك التجربة الرهيبة أم أنها ستدمرنا للأبد؟